skip to Main Content

إقفال حقول النفط.. كيف تسعى مصر إلى تجويع الشعب الليبي؟

إقفال حقول النفط.. كيف تسعى مصر إلى تجويع الشعب الليبي؟

أعقب توقيع حكومة الوفاق مع تركيا لمذكرتي التفاهم حديثاً واسعا في وسائل الإعلام المصرية عن النفط الليبي، وأن خليفة حفتر قائد مليشيات الكرامة الموالي لهم يسيطر على أغلب منشآت النفط في ليبيا منا يجعله الرجل الأقوى في المشهد بحسب الإعلام المصري.

ويربط كثيرون أوامر مصر لحفتر بإيقاف تدفق النفط الليبي بعودة الفريق محمود حجازي رئيس أركان الجيش المصري السابق إلى تولي الملف الليبي بعد أن أعفي منه، ويأتي تكليف الفريق حجازي بالملف الليبي بعد ضغط من قيادات الجيش المصري على الرئيس السيسي الذي فكّر جديا في التدخل العسكري المباشر بجنود على الأرض في ليبيا بعد تنامي الدور التركي حيث تعالت أصوات مقربة منه في البرلمان المصري بضرورة التدخل العسكري في ليبيا.

وتعتبر كثير من قيادات الجيش تورطهم في ليبيا مغامرة غير محسوبة العواقب في ظل وضع اجتماعي محتقِن وحالة اقتصادية هشة لن تصمد في حرب مجهولة النهاية، خاصة وأن الجيش المصري جيش دفاعي تنقصه الاستراتيجية الهجومية وظهر ضعفه في عملياته التي يقوم بها في سيناء.

ويفسّر هذا التوجّه خطاب القنوات الإعلامية الممولة من الجيش المصري التي روجت لفكرة عدم الحاجة إلى المشاركة العسكرية في مصر، وتصدر هذا الخطاب نائب مجلس الشعب المصري “سمير غطاس” الذي استضافته عدة برامج من أبرزها برنامج الحكاية الذي يقدمه “عمرو أديب”، والذي استبعد فيه غطاس الحاجة إلى التدخل العسكري المصري مشيرا إلى أن مصر لديها أوراق أخرى تستطيع أن تغير بها المعادلة في إشارة إلى المنشآت والحقول النفطية التي يسيطر عليها حفتر.

كما أن عمرو أديب كان قد استضاف المتحدث باسم حفتر “أحمد المسماري”، ودار أغلب اللقاء حول المنشآت النفطية وأنها تحت سيطرة حفتر، حيث سأل “أديب” بإلحاح عن مقدرة حفتر وميليشياته في التحكم بالموارد النفطية التي يسيطر عليها، مما يمكن اعتباره تهيئة للرأي العام لاستخدام هذه الورقة.

وبحسب مراقبين فإن النظام المصري بتكليفه للفريق حجازي يريد استخدام ورقة النفط للضغط على حكومة الوفاق لتقبل به كوسيط تبدأ وساطته بإعادة فتح الموانئ النفطية، حيث يدرك المصريون أن اقتحام العاصمة طرابلس صار بعيد الإمكان ولابد من استخدام ورقة النفط للضغط على حكومة الوفاق وإنهاكها اقتصادياً وكذلك لتعويض رجلهم “حفتر” بورقة تفاوضية جديدة بعد خسارته لورقة العاصمة طرابلس.

وينبغي الإشارة إلى أن مصر تلوح لاستخدام ورقة النفط منذ مدة، وهو ما يعكس أطماع متزايدة في الموارد الليبية، وكان هذا بارزا في حديث السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث طالب بتقسيم عادل للثروات والموارد في ليبيا متقمصاً دور الوصي على الليبيين.