السراج وحكومة الحقائب الفارغة

أعادت إقالة وزير الاقتصاد بحكومة الوفاق الوطني علي العيساوي، وضع هذه الحكومة إلى النقاش مرة أخرى، خاصة أن رئيس المجلس الرئاسي كلف مؤقتاً وزير المالية فرج بومطاري بمهام وزارة الاقتصاد، دون إبداء أية أسباب لإقالة العيساوي، ولتضاف حقيبة وزارية جديدة فارغة إلى حقائب وزارية أخرى هي: الدفاع والتعليم والاتصالات، إضافة إلى عدم وجود متحدث باسم الحكومة.

هذا الوضع الذي أصبحت عليه حكومة الوفاق بدأ يزعج الشارع بشكل عام، وزاد من هذا الانزعاج إصرار السراج على إبقاء شخصيات من أبرزها (محمد هيثم وفيصل قرقاب) يشتبه في تورّطها بملفات فساد ضخمة، وهناك مطالبات واسعة بإقالتها، وهو ما يتجاهله السراج بالزيادة في تكليف هذه الشخصية بمهام ومناصب في لجان الطوارئ ومجالس الإدارات بلغت أرقاماً قياسية، ولم تنجح هذه الشخصيات في تحقيق أي تقدّم بخصوص الأزمات المكلفة بمتابعتها وحلها.

ويرى متابعون أن السراج بهذه الطريقة يعزل نفسه، ويقضي على حكومة الوفاق بشكل بطيء، وهو ما قد يؤدي إلى تضييع الانتصارات العسكرية في أي تسوية سياسية قادمة.