skip to Main Content

المدارس المدخلية.. محاضن لتفريخ التطرف والإرهاب

المدارس المدخلية.. محاضن لتفريخ التطرف والإرهاب

شهدت ليبيا بعد قيام ثورة فبراير، ظهور العديد من مدارس “السلفية المدخلية”، على شكل مدارس نظامية خاصة، تزاول علمها باعتماد من مكاتب التعليم الخاص ومكاتب مراقبة التعليم التابعة لوزارة التعليم.
غالبية المدارس الخاصة التي تقوم على تأسيس وتدريس مناهج مشابه لحد كبير لما يُدرس في المدارس الحكومية مع وجود اختلافات طفيفة خاصة فيما يخص اللغات الأجنبية، إلا أن جماعة “السلفية المدخلية” ترفض جملة وتفصيله مناهج الوزارة خاصة الدينية منها، إذا أن غرضها ليس تطوير المناهج ورفع مستوى الكفاءة التعليمية، بل هو نشر فكر الجماعة الذي يعتمد في الأساس على فتاوي وكتب بعض المشايخ، الأمر الذي يعد واضحاً وجلياً من أسم الجماعة “المدخلية” نسبة للشيخ السعودي ربيع المدخلي.

 

وفي الوقت الذي يشهد تسيب واضح وغياب المسؤولية لدى موظفي وزارة التعليم بداية من وكيل وزارة التعليم تجاه هذه الممارسات، تحاول جماعة “السلفية المدخلية” المضي قدماً في تأسيس أفكارها الخاصة بعيداً عن الكتب الدينية المعتمدة من الوزارة والتي لا تعرفها أو تطلع عليها شريحة كبيرة من المجتمع وخاصة طلبة المراحل الأساسية في المدارس الحكومية.

تحتوي مدارس “السلفية المدخلية” وإدارتها على العديد من التجاوزات التي من المفترض وأن تراقبها وزارة التعليم قبيل منحها اعتماد إنشاء المدارس الخاصة، وبالتحديد لمثل هذه الجماعات التي تحاول نشر وتدريس دين ومنهج مقتصر عليهم وعلى من يشملهم الاسم أو كما يطلق عليه في جماعتهم “سلفي”.

 

تعتمد جماعة “السلفية المدخلية” في مدارسها على تدريس الكتب والمناهج التي تمثّل الفكر السلفي المدخلي، بالإضافة لحذف بعض الدروس والمقررات المخالفة لمنهجهم، وتنبيه الطلبة على أن شهاداتهم المتحصلين عليها من قبل المدارس الحكومية باطلة ويجب البراءة منها كونها تحتوي على كتب ومناهج لمشايخ بعيدين كل البعد عن الفكر المدخلي وتعاليم الشيخ “ربيع المدخلي”.

لا تقتصر المدارس المدخلية على تنفيذ مثل هذه الشروط فقط، بل يصل الأمر لإحضار مشايخ ودعاة لإلقاء المحاضرات والدروس على حساب الوعاء الزمني للعملية التعليمية التي من المفترض أن يتلقاها الطالب، ومنح بعض الأشخاص من حاملي الفكر المدخلي حق التدريس دون الحاجة لوجود مؤهلات علمية أو تربوية.

ومن الشروط التي لا يجب تجاوزها عند التسجيل في هكذا مدارس هو إلزام الطالب بملابس وهيئة خاصة كوجوب ارتداء القلنسوة للأولاد الصغار مع لبس الثوب الخليجي القصير، وفرض ارتداء البنات الصغيرات النقاب في المراحل الابتدائية والإعدادية فضلا عن الثانوية، بالإضافة لإلغاء تحية العلم ورفع الراية الوطنية باعتباره عملا بدعياً شركيا لا يجوز للمسلم فعله.

مثل هكذا تجاوزات والتي تشكل في أغلبها رفضاً واضحاً للمنظومة التعليمية المعنية بتشكيل وعي الجيل بأكمله، سينتج عنها لا محالة مجموعة معزولةً عن المجتمع تنظر إليه نظرة تطرف وترميه بالبدعة والكفر، كونها مجموعة تتلمذت على يد أشخاص جمعوا أنفسهم تحت أسم وراية واحدة ليس لقيادة الجيل لمراحل متطورة وتنشئتها على حب الخير ونشر رسالة الدين السمح للبشرية، بل لخدمة فكر معين يزيد من التفرقة ويشجع على التطرف والتعصب الذي سيولد في نهاية المطاف مجموعة متشددة بعقيدة رافضة لكل من يخالفها.