skip to Main Content

النايض يصل واشنطن متأخراً ويرجع بخفي حنين

النايض يصل واشنطن متأخراً ويرجع بخفي حنين

يبدو أن زيارة السفير الليبي السابق في الإمارات وخادم بن زايد المطيع “عارف النايض” وصل متأخراً إلى واشنطن، ولا يمكنه تدارك الموقف الأمريكي الذي بدأت مسافة الخلاف تتسع بينه وبين الدول الداعمة لحفتر، خاصة بعد التدخل الروسي الذي يمكن اعتباره تهديداً مباشراً للمصالح والنفوذ الأمريكي ولحلفائه الأوروبيين.

وبرغم الدعم الإماراتي الكبير للنايض، وتوجيه شركات العلاقات العامة التي تربطها بأبوظبي عقود كبيرة بتوفير لقاءات له مع مسؤولين أمريكيين، فإن النايض لم يستطع أن يلتقي بمسؤولين نافذين أو ذوي تأثير كبير، واعتبرته الصحافة الأمريكية شخصاً لا يملك شعبيةً في بلده ويحاول تقديم نفسه للغرب من أجل دعمه في تشكيل حكومة بعد أن يستولي حفتر على العاصمة طرابلس -وفق رؤية النايض-، وهو ما دفع بعض الصحف الأمريكية لوصفه بالمروّج للحرب ضد بلده.

ويعتبر مراقبون أن هذه الزيارة جاءت بإيعازٍ إماراتي بعد زيادة ضغوط واشنطن على أبوظبي كي تجبر رجلها حفتر على إيقاف الحرب، خاصة وأن الأخير زاد من اعتماده على الروس مما أدى إلى تراجع الدعم الفرنسي وقلق الأوروبيين بشكل عام من هذا التوجه.

ويؤكد متابعون أن زيارة النايض لم تكن في توقيتها المناسب، حيث نشرت الخارجية الأمريكية تصريحاً بخصوص لقاء وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو مع نظير عبد الله بن زايد، وذكر التصريح أن الجانب الأمريكي حث الجانب الإماراتي على الدفع نحو خفض التصعيد في ليبيا وضرورة إيقاف الحرب واستئناف العملية السياسية، لافتاً إلى القلق الأمريكي من زيادة التواجد الروسي ضمن قوات حفتر، ويمكن القول إن الموقف الإمريكي هذا يصادم ما حمله النايض في زيارته التي أراد منها توضيح رؤيته للعملية السياسية بعد تحرير العاصمة طرابلس -حسب وصفه-.

أيضا فإن قانون استقرار ليبيا الذي سيعرض قريباً في الكونغرس والذي ستفرض الإدارة الأمريكية بموجبه عقوبات على كل من يعرقل العملية السياسية أو يستعين بالروس سيمثل عقبة كبيرة في كل لقاء يعقده النايض.

ومع تزايد الحديث عن تكثيف تواجد طيران الأفريكوم في الأجواء الليبية بالتنسيق مع قوات الوفاق لاعتراض أي طيران أجنبي، فإن رجوع النايض من واشنطن بـ: “خُفّي حُنين” يبدو نتيجة حتمية.