skip to Main Content

باشاغا في فرنسا .. هل يضيّق الخناق على حفتر؟

باشاغا في فرنسا .. هل يضيّق الخناق على حفتر؟

يعيش قائد ميليشيات الكرامة “خليفة حفتر” عزلة محلية ودولية منذ هزيمته التي تعرض لها على يد قوات بركان الغضب بعد عام ونصف من محاولاته المتكررة لاقتحام العاصمة طرابلس والاستيلاء على حكم ليبيا بالقوة العسكرية.

هذه العزلة باتت تتضاعف أكثر فأكثر هذه الأيام، بسبب الدعوات الرسمية التي باتت توجهها الدول الداعمة لحفتر إلى وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، وعلى رأسها دولتا مصر وفرنسا، اللتان كشفتا عبر وسائل إعلام تابعة لهاتين الدولتين، عن استعدادهما لفتح جسور التواصل مع الغرب الليبي والتخلي عن دعم حفتر خاصة بعد فشله في المحافظة على التضحيات المادية التي حصل عليها من القاهرة وباريس.

أوجاع “حفتر” تُسمع من القاهرة إلى باريس والسبب باشاغا

بعد استلامه للدعوة المصرية والتي تعتبر من أقوى الدول الإقليمية الداعمة لحفتر، تلقى وزير الداخلية فتحي باشاغا دعوة أخرى وهذه المرة من الحليف الأوروبي الأول لحفتر فرنسا، لزيارة باريس وبدء النقاش حول إمكانية محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بالإضافة لمشاريع تدريب القوات الأمنية التابعة للداخلية في فرنسا.

وأوضح المكتب الإعلامي للداخلية أنه من المنتظر أن يلتقي باشاغا بقيادات أمنية وسياسية على مستوى عالي في الحكومة الفرنسية بالإضافة لمجموعة من الشركات المتخصصة في المجالات الأمنية.

وأوضحت وسائل إعلام فرنسية، أن دعوة باريس لباشاغا غرضها تعزيز التعاون المشترك على الصعيد الأمني بين دولة ليبيا والجمهورية الفرنسية وخصوصاً في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتدريب في العديد من التخصصات ذات العلاقة بالعمل الأمن، وذلك بسبب قدرته وعمله في تحجيم دور الميليشيات في المنطقة الغربية ورؤيته المستقبلية لفك ومنع تأسيس أي ميليشيات تساعد على انتشار الجريمة وإلحاق الضرر بالليبيين والمناطق المجاورة للبلاد.

من باريس إلى الدوحة.. باشاغا يبحث سبل تعزيز الأمن في ليبيا

لم يكتفي وزير الداخلية باشاغا بتجفيف مصادر دعم وتمويل حفتر، حيث ذهب أكثر من ذلك وهذه المرة من الدوحة حيث أبرم باشاغا مع الحكومة القطرية مذكرة تفاهم في مجال التعاون الأمني بين وزارتي الداخلية في البلدين تهدف إلى تعزيز التعاون في المجال الأمني بما يخدم مصلحة البلدين.

رؤية وجدية باشاغا في تعزيز الجانب الأمني تمثلت في استقبله من قبل أمير دولة قطر تميم بن حمد، الذي أثنى على الجهود التي تبذلها الداخلية في محاربة الجريمة وتفكيك الميليشيات المسلحة الرافضة للانضمام لأجهزة الدولة الرسمية.

لمحاربة الهجرة وضمان أمن المتوسط.. باشاغا يعزز صداقة ليبيا ومالطا

بعد محادثاته مع الدول الإقليمية لضمان أمن ليبيا وأمن هذه الدول أيضاً، وجهت الحكومة المالطية دعوة رسمية لوزير الداخلية فتحي باشاغا ووزير الخارجية محمد سيالة بالإضافة لرئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، بمناسبة افتتاح مركز تنسيق الهجرة بين البلدين هناك.

وبعد الزيارة علق باشاغا على الزيارة واصفاً المحادثات مع الحكومة المالطية بالمثمرة، موضحاً أن هذه النقاشات تمحورت في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، مضيفا أن حكومة الوفاق تتطلع لأن تنعكس قريباً نتائج هذه العلاقة المميزة على الشعبين.

تعزيز موقع الحكومة الشرعية كمحاور رسمي موثوق مع كل الشركاء الأجانب

في يوليو من العام الجاري، دعا باشاغا عبر حسابه الشخصي “تويتر” الدول الداعمة لحفتر للتوقف عن الرهان على حفتر ومشروعه العسكري الفاشل، لتشتعل حينها وسائل التواصل الاجتماعي في ليبيا وتتناقل تصريحات باشاغا بشكل لا يحمل الكثير من الجدية بسبب الدول التي تقف وراء دعم حفتر.

لكن سرعان ما أكد باشاغا أن ما أعلنه صحيح حيث بدأت الدول الداعمة لحفتر في التخلي عنه شيئاً فشيء، الأمر الذي اعتبره خبراء ومحللين سياسيين في ليبيا على أنه انتصار لباشاغا الذي كان من الواضح عزمه في محاربة مشروع حفتر وقلب حلفاءه عليه لضمان ابعاده من المشهد السياسي بسبب تعنت الأخير ومحاولاته السيطرة على الحكم بقوة العسكر.

تصريحات باشاغا رفعت من أسهم الوفاق خاصة بعد تأكد هزيمة حفتر وطرده من المنطقة الغربية، حيث أصبحت الحكومة محال ترحاب غير مسبوق لدى الدول التي دعمت الانقلاب العسكري عليها، ما عزز من موقع الحكومة الشرعية كمحاور رسمي موثوق مع كل الشركاء الأجانب.