skip to Main Content

بعد إيقافه لمشروع حفتر.. هل يصبح الوزير “فتحي باشاغا” رجل المرحلة؟

بعد إيقافه لمشروع حفتر.. هل يصبح الوزير “فتحي باشاغا” رجل المرحلة؟

تصدر اسم “فتحي باشاغا” بقوة خلال العدوان الذي شنه اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، كونه كان أقوى “رجل أمن” يتصدى لحفتر علانية.

صدى في الشارع الليبي:

  • باشاغا هدد حفتر وتصدى له ووصفه عبر الإعلام الدولي والمحلي بأنه “متمرد” وخارج عن الشرعية وأن هدفه السيطرة وفرض مشروع عسكري.
  • خطاب باشاغا لاقى قبولًا واسعًا لدى الشارع الليبي، وكان بمثابة الصوت الثوري داخل حكومة الوفاق كونه يترأس وزارة الداخلية فيها، برغم أن الحكومة ورئيسها، فائز السراج ظلا طيلة الأيام الأول للعدوان في حالة ردود “دبلوماسية” وتصالحية.
  • لكن خطاب “باشاغا” وقوته أحرجت الجميع وجعلتهم يتصدون لحفتر ومشروعه علانية خاصة بعدما سعى وزير الداخلية إلى تدويل الأمر وإحراج المجتمع الدولي.
  • لم يكن الخطاب القوي فقط هو الذي دفع اسم الرجل إلى الصفوف الأولى حتى صار معروفًا حتى دوليًا، لكن مواقفه أيضًا جعلته يتصدر المشهد كونه طالب علانية بعدم التعويل على المجتمع الدولي وفضح داعمي “حفتر” الإقليميين.
  • مصادر ليبية عدة تتابع حالة الصعود والظهور القوي لـ”باشاغا”، قالت للجزيرة مباشر إن الرجل يلقى قبولًا واسعًا لدى كل المجموعات المسلحة في الغرب الليبي وخاصة مسلحي مدينة مصراته، كما أنه مرشح بقوة أن يكون رجل المرحلة، بل أكد أحدهم أنه “رئيس ليبيا القادم أو رئيس حكومتها”.
  • بقراءة مختصرة في سيرة الوزير الليبي الذي يتصدر المشهد حاليًا، يتضح لنا مدى قوته وقيادته للمرحلة بقوة وصرامة كانت سببًا في ردع وإفشال سيطرة قوات حفتر على العاصمة، أو حتى دخوله إليها عبر الوسائل السلمية.
  • مصدر عسكري ليبي رفيع (وزير دفاع سابق)، أكد أنه “جرى الاتفاق في اجتماع “أبوظبي” بين السراج وحفتر على دخول الأخير إلى العاصمة دون مقاومة أو اقتتال، لكن “السراج” رجع في وعوده بعدما عاد إلى العاصمة، والبعض أرجع ذلك إلى وجود أصوات رافضة لهذا الاتفاق وبقوة وعلى رأسهم وزير الداخلية، فتحي باشاغا.

سيرة مختصرة للقيادي الأمني فتحي باشاغا:

  • من مواليد مدينة مصراته غربي ليبيا، في 20-08-1962.
  • تخرج من الكلية الجوية الليبية برتبة “ملازم ثان طيار مقاتل”، وكان من ضمن أفضل خمسة ضباط تم اختيارهم للقيام بدور “مدرب طيار” لتدريب طلبة الكلية الجوية، واستقال من السلاح الجوي عام 1993.
  • خلال أحداث ثورة 17 فبراير/شباط 2011 ضد نظام العقيد معمر القذافي، ظهر “باشاغا” خلال اختياره في اللجنة العسكرية للثورة، وكان “ضابط الاتصال” مع حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
  • اختير بعد ذلك عضوًا في المجلس العسكري لمدينة مصراته، وفي 2013 تم اختياره عضوًا في مجلس الشورى بـ”مصراته”.
  • تم انتخابه في يونيو 2014 عضوا في البرلمان الليبي عن مدينة مصراته، لكنه قاطع جلسات البرلمان التي انعقدت في مدينة طبرق شرقي البلاد.
  • ترأس لجنة الحوار عن أعضاء مجلس النواب المقاطعين، وشارك في عملية الحوار السياسي التي رعتها بعثة الأمم المتحدة وانطلقت أولى جولاتها في 29 سبتمبر 2014 بمدينة غدامس غرب البلاد، إضافة إلى عضويته بالتجمع السياسي لنواب مصراته.
  • كان أحد قادة كتيبة “حطين” خلال الثورة الليبية، وهي ثالث أكبر كتيبة في مصراته.
  • لديه “2” من إخوته الشباب استشهدا في ثورة فبراير.
  • تربطه علاقات قوية وجيدة بأغلب المجموعات المسلحة في الغرب الليبي.

مواقف قوية:

  • الوزير الليبي اشتهر بمواقف قوية كانت بمثابة حائط صد لمشروع حفتر وداعميه في السيطرة على العاصمة طرابلس، ومن أشهر هذه المواقف:

فضح السعودية

  • في أولى ضربات حفتر للعاصمة ومحاولة اقتحامها، خرج “باشاغا” على قناة “الحرة” الأمريكية ليؤكد صراحة أن حفتر تحرك للعاصمة بعد ضوء أخضر من إحدى الدول العربية التي دخلت على خط الأزمة حديثًا، مؤكدا أن أجهزة الاستخبارات الليبية تحقق لمعرفة هذه الدولة.
  • لكنه فجأة تحدث عن السعودية، مشيرًا إلى أن بلاده تتألم كثيرًا عندما يكون هناك أي عمليات “إرهابية” في السعودية.
  • باشاغا أضاف “لكن ربما يكون هناك بعض اعتقادات خاطئة لدى بعض الأفراد، لكن أؤكد لهم أن ليبيا دولة تختلف عن الدول الأخرى وأن شعبها متجانس، ونتمنى من الدول الإقليمية بالتدخل الإيجابي وليس السلبي”، في إشارة واضحة واتهام ضمني للنظام السعودي بدعم عدوان حفتر على العاصمة طرابلس وهو ما تأكد فيما بعد.

مهاجمة السيسي والإمارات

  • باشاغا وجه اتهاما صريحًا لدولة الإمارات، بإرسال طائرة محملة بالسلاح لحفتر لدعم عدوانه على العاصمة، معتبرًا ذلك مخالفًا للقانون الدولي.
  • الوزير الليبي أكد أن أجهزة الرصد الإليكتروني بالأقمار الصناعية رصدت طائرة أتت من أبوظبي وهبطت في مطار بنغازي تحمل دعمًا وعدة وعتادًا عسكريًا لحفتر، وهذا مخالف لقرارات الأمم المتحدة.
  • بخصوص مصر ونظام السيسي، قال باشاغا إن مصر دولة مهمة وجارة لليبيا، ولكن الشعب الليبي هو من يختار حكامه ويقرر مصيره وليست مصر أو نظامها، في إشارة لدعم السيسي لحفتر ودعوته لزيارة القاهرة في ظل احتدام المعارك والعدوان على طرابلس.

مقاطعة فرنسا

  • من القرارات الشجاعة التي اتخذها باشاغا بصفته وزيرًا للداخلية، إيقاف التعامل مع فرنسا في الاتفاقات الأمنية والمجالات التدريبية، بسبب موقفها الداعم لحفتر، واصفًا الأخير بالمتمرد على الشرعية، ومطالبا باريس باحترام القيم الفرنسية.
  • هذا الأمر أثار ردود فعل دولية كون القرار فضح الدعم الفرنسي للجنرال الليبي علانية بعيدًا عن الدبلوماسية أو تنميق الكلمات والتصريحات، ما خفض من شعبية النظام الفرنسي ورفع من حظوظ وشهرة باشاغا وأثبت قوته.
  • باشاغا تصدر المشهد وأصبح الجميع ينتظرون تصريحاته متناسين الحكومة وكل وزارتها ومنها “الخارجية” التي اتهمها البعض صراحة بالتواطؤ مع حفتر كون وزيرها محسوبًا على تيار أتباع النظام السابق.

خذلان المجتمع الدولي

  • منذ العدوان الذي شنه حفتر على العاصمة الليبية مطلع أبريل/نيسان الماضي، طلب باشاغا من المجتمع الدولي ومجلس الأمن قرارًا شجاعًا يدين هذه العمليات ويجبر حفتر على التراجع من حيث جاء، لكنه لم يجد استجابة حتى لو مجرد إدانة.
  • هذا الأمر دفع الوزير الليبي بمهاجمة المجتمع الدولي كله وفضخ تخاذله، مؤكدًا أنه وكثيرين معه لن يثقوا في هذا المجتمع ومجلسه مرة أخرى، وأنهم سيعتمدون على أنفسهم في صون بلادهم وأمنهم، وفق تعبيره.

إحياء اتفاقات مع تركيا

  • من المواقف القوية للوزير الليبي هو قدرته على إحياء اتفاقات أمنية وعسكرية قديمة مع دولة تركيا والذهاب إليها أكثر من مرة، وتنظيم لقاءات وزيارات للعاصمة طرابلس لمسؤولين عسكرين كبار على رأسهم رئيس الأركان التركي.
  • باشاغا استطاع توقيع اتفاقات جديدة مع حكومة أنقرة تخص تدريب ضباط الشرطة وتفعيل التبادل الأمني وكذلك إعادة الشركات التركية لاستئناف عملها في الداخل الليبي.
  • هذه التصريحات والمواقف جعلت شخصية الطيار الليبي السابق ورجل الأمن الأول في الغرب الليبي “فتحي باشاغا” يتصدر المشهد عسكريًا وسياسيًا، وسط تكهنات بدور قوي في المرحلة المقبلة حال استقرت الأمور.

قد يتم الدفع بالوزير الليبي مرشحا للرئاسة أو رئيسا للحكومة المرتقبة حال تم إجراء الانتخابات وفق الخطة الأممية التي عطلتها تحركات حفتر العدوانية على طرابلس.