skip to Main Content

هل نجح باشاغا في استمالة الجانب الأمريكي لصالح الوفاق؟

هل نجح باشاغا في استمالة الجانب الأمريكي لصالح الوفاق؟

تلقى وزير الداخلية فتحي باشاغا ووزير الخارجية محمد سيالة دعوة رسمية من الحكومة الأمريكية لحضور مؤتمر حول مكافحة الإرهاب.

ويبدو أن الطرف الأمريكي يستهدف مناقشة ملف الأزمة الليبية مع الوزير باشاغا بشكل خاص كونه المسؤول الأول عن الأمن في حكومة الوفاق الوطني وهو الطرف الأكثر فاعلية ونفوذ في الحرب الدائرة ضد حفتر وهو مواكب لكل مجريات العملية السياسية والصراع الدائر من بدايات ثورة فبراير التي أطاحت بنظام القذافي مرورا بباقي المحطات والتي أهمها الحرب على الإرهاب في سرت والتنسيق المشترك مع الحكومة الامريكية للقضاء على تنظيم داعش.

وكون باشاغا من مدينة مصراتة التي تشكل الثقل العسكري خلال هذه الفترة إضافة لخلفيته العسكرية كضابط طيار سابق ثم رجل اعمال ناجح ثم عضو برلمان بعد انتخابه وتحصله على أعلى الاصوات في مدينته إضافة لكونه عضو اساسي لفريق الحوار الذي نتح عنه اتفاق الصخيرات وأخيراً كونه وزيرا للداخلية بحكومة الوفاق وهو يحضى بدعم اكبر التيارات السياسية ممثلا في حزب العدالة مع أنه ليس عضو في أي حزب كل هذه الصفات جعلت من باشاغا الطرف القوي في عيون واشنطن وخير من يتحدث عن الأزمة الليبية وربما كل هذا يؤهله لمواقع اخرى متقدمة.

اللقاءات كانت ممثلة لكل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة مما يؤكد اهتمام كبير وتحول في الموقف الأمريكي

وعلى صفحتها الرسمية نشرت وزارة الخارجية الامريكية  بيانا يدعو صراحة قوات حفتر إلى إنهاء العدوان على العاصمة وأشار بوضوح الى التواجد الروسي الى جانب حفتر وخطره على استقرار ليبيا.

وضع البيان عبارة  “الجيش الوطني” بين قوسين وفي اللغة العربية عندما تُضع كلمة بين الاقواس فهذا يعني حسب ما يدعي صاحبها.

وأشار البيان في رسالة ضمنية أن إنهاء الهجوم سيؤدي لتسهيل المزيد من التعاون بين الولايات المتحدة ومنع التدخل الأجنبي الغير مبرّر وتعزيز سلطة الدولة الشرعية ومعالجة القضايا الكامنة وراء الصراع.

إجراءات رادعة لحفتر من الولايات المتحدة في حال استمراه في عدوانه على العاصمة طرابلس

وبحسب بعض التسريبات من مصادر مطلعة أفادت أنه إذا لم يتوقف حفتر ويلتزم بوقف عدوانه على طرابلس فإن هناك اجراءات رادعة تجاه حفتر والدول الداعمة له ستلجأ لاتخاذها الإدارة الأمريكية .

كما أن تصريحا لعضو بارز في مجلس النواب الأمريكي نقلته قناة الجزيرة، يقول إنه بصدد طرح مشروع قانون لإنهاء الصراع في ليبيا، وهو ما يعزز تغير الموقف الأمريكي.

حبرارة: الولايات المتحدة لديها الأدوات للضغط على الدول الإقليمة الداعمة لحفتر كمصر والإمارات والسعودية لوقف دعمها 

المدير التنفيذي لمركز التحالف الليبي الأمريكي امصدق حبرارة قال في لقائه مع قناة الحرة إن تعزيز مشاركة حكومة الوفاق الوطني في واشنطن مع الإدارة الأمريكية هو أمر منطقي وطبيعي لأنها تحضى بشرعية دولية وقانونية.

وأضاف حبرارة أن الولايات المتحدة لديها الأدوات للضغط على الدول الإقليمة الداعمة لحفتر كمصر والإمارات والسعودية لوقف دعمها مؤكدا أن القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة لخليفة حفتر هي وضوح الإدارة الأمريكية في عدم سماحها بالوجود الروسي في ليبيا.

توقعات بخطوات عملية في الأيام القادمة 

بالتالي يمكن القول أن الأيام القادمة سوف تكشف عن خطوات عملية باتجاه حلحلة الأزمة الليبية من خلال اهتمام امريكي مبني على شراكة اقتصادية مع ليبيا تمهد لها بتحقيق استقرار امني وسياسي وقد شرح السيد باشاغا الاوضاع الامنية وتعقيداتها ويبدو أن الطرف الليبي قد طلب صراحة من الامريكان مقابل الشراكة الاقتصادية المساعدة في وقف العدوان ولجم الدول المتداخلة مقابل تعهد السيد باشاغا بضبط الأمن وتحقيق الاستقرار

وما يؤكد صدق هذا التوجه ما صدر اليوم بشأن تكليف السفير الأمريكي بترأس غرفة التجارة الامريكية من أجل فتح المجال امام الشركات الأمريكية ورجال الاعمال للدخول للسوق الليبي وهذه خطوة عملية تؤكد صدق توجه الادارة الامريكية للتنسيق في الملف الامني والاقتصادي والطاقة والكهرباء والرعاية الصحية كما ورد في الخبر .

ويبقى السؤال اخيرا، هل السراج بهذا الأداء الضعيف قادر على مواكبة هذه التطورات؟ مع أنه من المرجح أن تماهي الأمريكان وغيرهم في السابق مع حفتر راجع لضعف السراج ولولا الاستفزاز الروسي لأمريكا لما شهدنا هذا التغير في الموقف.

وهل وجود باشاغا على رأس الداخلية وإجراء اصلاحات على الحكومة تكفي للتغطية على ضعف أداء السراج؟ أم أن هناك ضرورة إجراءات أخرى أكثر عمقا؟ ومن سيقوم بها؟

هل بالاعتماد على مجلسي الدولة والبرلمان بعد هذا التمزق والعجز؟ أم بالعودة الى خطة مبعوث الامم المتحدة؟