skip to Main Content

تلسكوب تكشف تفاصيل محاولة الانقلاب امعيتيق كيف كانت الخطوات؟ وكيف كانت النهاية

تلسكوب تكشف تفاصيل محاولة الانقلاب امعيتيق  كيف كانت الخطوات؟ وكيف كانت النهاية

فى خطوة متهورة وغير محسوبة يقوم النائب بالمجلس الرئاسي أحمد معيتيق بإعلان اتفاق بينه وبين معسكر حفتر يفضي إلى إعادة واستئناف إنتاج وتصدير النفط.
هذا الخبر كان نتاج تحركات وائتلافات وتحالفات، كانت صافرة البداية من موسكو فى رحلة غير معلنة يلتقي هناك امعيتيق مع ابن خفتر ومراجع غيث، ويخرج اللقاء باتفاق كان أبرز بنوذه هو إبقاء حفتر فى المشهد وتسديد كل ديونه مقابل الاعتراف بمعيتيق كرئيس للحكومة بعد استقالة السراج من منصبه.

حرص النائب بالمجلس الرئاسي على أن تكون هذه الزيارة غير معلنةلولا أن الصحافة الغربية كشفت الأمر؛ مما جعل معيتيق يمر على تركيا خلال عودته من روسيا ويعرض عليهم ما تم الاتفاق عليه طالبا منهم المساعدة فى حمايته؛ لأنه سيزور سرت ويوقع الاتفاق داخل قاعدة القرضابية، الأتراك أبلغوه أن هذا الأمر يتطلب رسالة رسمية من رئيس المجلس الرئاسي، وطلبوا أيضا ان يضع كل من وزير الداخلية ووزير الدفاع فى الصورة.

وافق معيتيق وغادر أنقرة؛ إلا أنه كان مصرا على إبعاد أي طرف من الحكومة على صفقته، فرجع وفتح الموضوع مع القريبين منه المتفقين معه فى خط رفض اى تسوية تعيد هيكلة المجلس الرئاسي وتنتج حكومة جديدة ليجد فى هذا المسار كلا من محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير ورئيس مكتب دعم السياسات محمذ الضراط الذي زهد فيه السراج مؤخرا، ويضم معه أيضا بعض شخصيات المال والأعمال الرافضة لإبعاد المحافظ خوفا على مصالحها المرتبطة بوجوده، واستطاع أيضا ضم قناة فبراير التي لم تتحرج في تلميعه.
وفى ليلة بلا قمر، سُرّب خبر ذهابه إلى سرت صباحا بغية الإعلان من هناك على فتح النفط تحت حماية قوات البنيان ظاهريا، ولكن فى الحقيقة أنها ستكون مؤمنة بعصابات الفاجنر التي ستكون على بعد مرمى حجر منها.

ونظرا لأنه لم يأخذ بتوصيات الحليف التركي، ولم يعط العلم لرئيسه؛ فلم يستطع أن يؤمن الحماية من قبل الأتراك، فتحرك بخطوات متسارعة و اتصل بآمر غرفة تحرير سرت ليطلب منه تأمين حماية له لأنه سيذهب لسرت.
هنا انتشر الخبر ووصل للسراج الذي أعطى تعليماته الواضحة لقوات غرفة تحرير سرت بعدم التحرك والمشاركة فى هذا الانقلاب، وتم التواصل مع المؤسسة الوطنية للنفط التي بدورها أصدرت بيانا واضحا عبرت فيه عن رفضها إدخال قطاع النفط فى المساومات السياسية بعيدا عن رئاسة الدولة، وتحركت مصراتة بقياداتها ليلة الجمعة، ولم يأت الصباح حتى امتلات صفحات التواصل بالرفض لهذا الانقلاب ولم يجد معيتيق مفرا من نشر نسخة للاتفاق خالية من أي أسماء أو توقيعات؛ ليزيد الطين بلة ويؤكد المؤكد، وهو أن ما تحركاته الأخيرة هي انقلاب على سلطة رئيسه وشرعية المجلس الرئاسي مؤكدا أن هذا الاتفاق هو إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، فما كان من السفارة الأمريكية إلا إصدار بيان توبيخي موجه له بسبب محاولة عقد اتفاقيات ومساومات خارج شرعية الدولة من أجل مصالح شخصية.

ولكي يتم التغطية على هذا الفشل قام بعض الموالين الممولين من أحمد معيتيق بمحاولة الدفاع عنه بكذب وتدليس، فتارة يقولون إن الحليف التركي موافق على هذه الخطوة وتارة يقولون إن معيتيق لم يجلس مع خالد حفتر وإنما جلس مع مراجع غيث فقط، ولكنهم لم يستطيعوا أن يدافعوا على أصل الفعل وهو أن ماقام به هو تجاوز لصلاحياته وانقلاب على رئيسه وكفر بمبادئ الدولة المدنية التي تحفظ الحقوق ولا تسمح باستخدام الشرعية المكذوبة من أجل تحقيق مصالح شخصية.

لم يستطع معيتيق أن يخفي نفسه عن فعلته، وتبجح بعد أن صدر بيانا مما يسمى القيادة العامة التي أصدرت أمر قبض (سابق) فى حق معيتيق لتؤكد فى بيانها أنها على تواصل معه وترحب بالتعاون معه وبما توصلت إليه من نقاط خلال لقاء موسكو، ولعل أبرز مكسب هو ضمان معيتيق لهم بتسوية وسداد كل ديونهم ضاربا بعرض الحائط عمل لجان المراقبة وحق الدولة فى المحاسبة.

وقبل انتهاء الانقلاب يعلن امعيتيق من داخل مصراتة أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا يوضح فيه حسب قوله معالم الاتفاق بدون تشويش الخصوم وتحريض الحاقدين ليتلقف هذا الإعلان موظف قناة فبراير ويتقمص دور المدير الإعلامي لمعيتيق ويجتهد فى التحشيد للمؤتمر وينشط المواليين الممولين من معيتيق فى إثارة الكذب وصنع الخصم مرتكزين فى تمرير انقلابهم أن العدالة والبناء يخوض حملة لتشوية النائب من أجل ضمان استمرار مسار الحوار بذريعة أن ماتم هو “عمل سياسي لتحقيق مكاسب وطنية”.

وهنا كانت النهاية لهذه المسرحية والانقلاب وتتدخل أسر الشهداء وقوى الثورة وتقول كلمتها رافضة لانعقاد أي لقاء على أرض مصراتة يتم فيه تمرير انقلاب على شرعية دفعت ثمنها دماء زكية، ويخرج معيتيق بعد أن ألجمته هتافات أمهات الشهداء؛ فمصراتة مهد الثورة ولن تكون منبرا لخطابات الانقلاب.