في سياق الرد على الغرياني.. “ونيس المبروك” يعتبر التعامل السياسي مع فرنسا ضمن دوائر السياسة الشرعية وليس ضمن تدابير مقاطعتها

نشر عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور ونيس المبروك فتوى مطولة تناول فيها حكم التعامل السياسي مع فرنسا وزيارتها بطابع سياسي رسمي، حيث بيّن أن الرأي العام الغاضب من إساءة فرنسا للإسلام، واستهجان كثير من المسلمين لأي تواصل معها وانتقاد السياسيين الذين يقدمون على ذلك أمر مقبول ومبرر، وينبغي على السياسيين تفهمه وتقبله.

من جانب آخر أكد “المبروك” أن التحركات ذات الطابع السياسي تخضع لأحكام السياسة الشرعية التي توازن بين المصالح والمفاسد المعتبرة شرعاً وتراعي المقاصد الشرعية، والتي يُرجع في تقديرها إلى أهل الاختصاص من القانونيين والسياسيين.

ويرى “المبروك” أن مقاطعة فرنسا هو “تدبير وتعبير” يهدف إلى إظهار الاحتجاج على الموقف الرسمي للدولة الفرنسي، ويسعى إلى إظهار غضب المسلمين لمبيهم عليه الصلاة والسلام ومدى مقدرتهم على نصرته، واعتبر أن هذا الموقف ينبغي عدم ربطه بشؤون سياسية أخرى منفكة عنه، لأن هذا الربط قد يؤدي إلى تفويت بعض المصالح المعتبرة لبعض الأمة الإسلامية، أو يؤدي إلى وقوع مفاسد كان الأولى تلافيها.

وخلال فتواها طالب “المبروك” أهل الفتوى بالترفع عن العاطفة وتجنب التأثر بالرأي العام فيما يخص هذه المواقف، لأن أهل الإفتاء ينبغي عليهم في فتاويهم الخضوع لما تفرضه ضوابط الفتوى خاصة فيما يتعلق بالسياسة الشرعية التي تحتاج إلى استشارة من يتعاطاها من السياسيين ونحوهم.

يذكر أن مفتي ليبيا الدكتور عبد الرحمن الغرياني هاجم وزير الداخلية فتحي باشاغا واعتبر زيارته فرنسا مخالفة لأحكام الشريعة وخروجاً عن مقتضاها.