skip to Main Content

“قوة عصابة طرابلس” الإصرار على نهب الدولة بمحاربة مؤسساتها

“قوة عصابة طرابلس”  الإصرار على نهب الدولة بمحاربة مؤسساتها

مثّلت تصريحات وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا تهديداً صريحاً وواضحاً لعصابة الاعتمادات المصرفية والهيمنة على مؤسسات الاستثمار، حيث تكلم باشاغا بلهجة صارمة على أنه عازم على إنهاء عبث هذه العصابة التي تتخذ من تشكيلات مسلحة تقودها وسيلةً لابتزاز الدولة ونهب أموالها وأحياناً السيطرة على قرارها.

“قوة عصابة طرابلس” التي تدعي حماية العاصمة طرابلس، هي عبارة عن تحالف  مليشيات السلاح والمال التي استفرد بمؤسسات الدولة في العاصمة، ونهبت أموالها ومرّرت العقود المشبوهة تحت تهديد لصالح رجال أعمال فاسدين وشركات وهمية يملكها قادة هذه المليشيات، ومنذ اليوم الأول الذي تولّى فيه “باشاغا” وزارة الداخلية بدأت في مهاجمته، باعتباره الرجل الأقوى الذي يتولى هذا المنصب منذ 2011، ويملك المقدرة والنفوذ لإنهاء عبث هذه العصابة المجرمة ونهبها لمقدّرات الليبيين.

“قوة عصابة طرابلس” انكشف زيفها وانفضحت أسرارها بعد هجوم حفتر على العاصمة طرابلس، وفرّ كثير من قادتها إلى خارج ليبيا ليستمتعوا بمئات الملايين التي نهبوها من أموال الليبيين، واشتعل الخلاف بينهم واتهموا ببعضهم بتدبير عمليات تصفية وقتل فيما بينهم، وما حدث فيما يعرف بكتيبة “ثوار طرابلس” يعلمه الجميع، ويشاهد الناس في طرابلس كيف يستمتع قائد هذه المليشيا “هيثم التاجوري” بأموالهم في دولة الإمارات التي توفر لحفتر السلاح ليقصف منازلهم.

بعض أفراد هذه العصابة لازالوا مصرّين على استنزاف أموال الليبيين ويرون في “طرابلس” كنزاًلن يفرطوا فيه، لذلك فإن بقاء “باشاغا” على رأس وزارة الداخلية يمثل التهديد الأخطر على مصدر ثرائهم وغناهم، لذلك قاموا بخطف ضباط أصحاب خبرة وكفاءة واتهموهم بالخيانة ليشككوا الناس في وزارة الداخلية ومنتسبيها.

وهذه المؤامرة هي التي كشف خيوطها وزير الداخلية في مؤتمره الصحفي، وسمّى المسؤولين عن جريمة الخطف بأسمائهم، فما كان من هؤلاء إلا أن يستخدموا النعرة الجهوية والمناطقية، ليغطّوا على إجرامهم وطمعهم في مزيد من النهب والتعدي على أموال الدولة وممتلكاتها.

إن ما وجده أهل طرابلس في الفترة الماضية من عودة واضحة لوزارة الداخلية وتحسّن أدائها، وتراجع تغوّل هذه العصابات وانكماشها سيجعل من بيانات هذه العصابة لا تساوي الحبر الذي كتبت به، فـ”المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين”، وأهل طوابلس الذين اكتووا بنار المليشيات لن يكونوا حاضنةً لها مهما رفعت هذه المليشيات من شعارات الدفاع عن العاصمة أو تسترت بمظاهر ثورة فبراير، فأطماعهك صارت مكسوفة وفضائحهم أزكمت الأنوف.