skip to Main Content

ليبيا تفتح الملف مجدداً.. ما جدوى البقاء تحت مظلة الجامعة العربية؟

ليبيا تفتح الملف مجدداً.. ما جدوى البقاء تحت مظلة الجامعة العربية؟

مجدداً، تفتح ليبيا الملف.. ألا وهو الجامعة العربية التي أصبحت تأتمر بأوامر عواصم عربية بعينها.. وتنفذ أجندات الثورات المضادة.. وأداة طيعة لوأد تطلعات الشعوب.. ليتساءل مندوب الحكومة الشرعية الليبية، خلال اجتماع عقد اليوم الثلاثاء، لمناقشة تطورات الأوضاع في طرابلس: هل بالفعل هي (الجامعة العربية) البيت العربي الكبير؟!! وما هو جدوى البقاء تحت مظلة الجامعة العربية؟

تساؤل مندوب الشرعية الليبي لم يعد يتردَّد بقوة في الشارع العربي فحسب، وإنما تجاوز ذلك إلى أروقة مؤسسات الدبلوماسية العربية نفسها، فلا جدال في أن جامعة بيانات الإدانة، ومؤتمرات لم يحضر أحد، لم تعد تعبِّر عن المواطن العربي فقط وإنما أصبحت عبئاً ثقيلاً على تطلعاته للحرية والكرامة.

ما يطرح مشروعية أسئلة المندوب الليبي عن جدوى البقاء، هو الكيل بمكيالين التي أصبحت تنتهجه مؤسسة الجامعة العربية، إذ تلتئم سريعاً عندما يتعلق الأمر بطلب الحكومة الشرعية الليبية الدعم العسكري من تركيا للدفاع عن شعبها والمدنيين في طرابلس في مواجهة الإبادة بصواريخ حفتر.. لكن تماطل المؤسسة نفسها في الدعوة لاجتماع أعضائها بطلب من الدولة المعنية والحكومة المعنية.

يقول السفير صالح الشماخي مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية: نستغرب الاستجابة السريعة لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية وعدم تلبيتها لطلب ليبيا رغم أنها الدولة المعنية.. ليتساءل: كيف تم تجاهل طلب بالخصوص من الدولة ذات الشأن وصاحبة القضية والأزمة والمعاناة، مؤكدا أن “الجامعة العربية لم تستجب للطلب الذي تقدمت به دولة ليبيا”.

كما تساءل: أين كانت الجامعة عندما حذرنا من استجلاب حفتر للمرتزقة وغيرهم في عدوانه على طرابلس؟!!

يضيف: طيلة تسعة أشهر والجامعة العربية تغط في سبات عميق، وهي فترة شهدت ارتكاب المعتدي كافة أنواع الجرائم.. إن كيل الجامعة بمكيالين يدفعنا إلى التفكير بجدية في الخروج من الجامعة العربية التي لا جدوى منها.. وهل بالفعل هي البيت العربي الكبير؟!

وقال الشماخي – في كلمته – إن مناقشة التدخل الخارجي في ليبيا تتطلب تحديد “المتسبب في سفك دماء الليبيين” وممن خرق بتدخلاته كل قرارات الشرعية الدولية ومجلس جامعة الدول العربية، ومن تسبب بدعمه العدوان على العاصمة طرابلس في جميع المآسي التي شهدتها وتشهدها ليبيا”.

وطالب الشماخي بموقف عربي موحد “لرفض العدوان وإدانته ومحاسبة داعميه، بدايةً من بعض دول الجامعة المثبت تورطهم”، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق تعرضا خلال الفترة الماضية لحملات “تشويه متعمد وصل إلى محاولات للنيل من شرعيتها”.

وندَّد مندوب ليبيا بمحاولات “استغلال موضوع التوقيع على مذكرة التفاهم حول المناطق البحرية مع الحكومة التركية أسوأ استغلال، رغم التوضيحات والتطمينات الصادرة عن الحكومة الليبية”، معتبرا أن “الهدف كان مبيتا من البعض للذهاب إلى ما هو أبعد من مجرد الاعتراض على مذكرة التفاهم”.

وأكَّد الشماخي “حرص دولة ليبيا ممثلة في حكومة الوفاق الوطني على صون الأمن القومي العربي”، لافتا إلى أن استمرار “الادعاءات والحملات الإعلامية الممنهجة بشكل أثبت لنا أنها ادعاءات لا تعدو أن تكون ذريعة لهدف أخطر وأبعد”، مطالبا مجلس الجامعة العربية “بالعمل على وقف العدوان على العاصمة طرابلس ودعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا”.

كلمات مندوب ليبيا في الجامعة المختطفة من عواصم بعينها تكشف سخرية مريرة من انفصام مصابة به عواصم عربية تدعو علناً حكومة الوفاق الشرعية لمقاعد ليبيا الرسمية فيما تدعم ميلشيات حفتر للانقضاض عليها.

المصدر: صحيفة الشرق