skip to Main Content

متلازمة تقلّب المواقف لا تفارق “اقزيط”

متلازمة تقلّب المواقف لا تفارق “اقزيط”

نشر عضو مجلس الدولة “أبو القاسم اقزيط” مقالا أرجع فيه أساس الأزمة الليبية إلى جرثومة الكراهية المتجذرة في نفوسهم.

وتخصص “اقزيط” في الدراسات النفسية يجعله مؤهلاً لتحليل النفسية الليبية باقتدار، خاصة وأنه صاحب خبرة في ذلك حيث كان يحلّل هذه النفسية من خلال مقولات الكتاب الأخضر على صفحات صحف جماهيرية العقيد، ومقاله عن الأبعاد النفسية لمقولة “الطفل تربيه أمه” أشهر من نار على علم.

مقال “اقزيط” يمكن اعتباره تمهيدا لموقف جديد يسعى لتبنيه وإعلانه، والتقلب في المواقف التي تكون غالبا متناقضة سمة بارزة في سلوك “اقزيط”، فبعد إعلانه أنه ضد حفتر وأنه لن يقبل به حارسا لمدرسة فضلا عن قائد لجيش.

تغير هذا الموقف، وصار “اقزيط” يلقب حفتر بالسيد المشير ويلين الجانب معه، بل إنه زار قبيل الحرب على العاصمة طرابلس المنطقة الشرقية وأشاد بتدمير حفتر لمدينة بنغازي معتبرا هذا الدمار نتيجة للحرب على الإرهاب وليس بسبب سلوك حفتر الدموي متناسيا كل جرائمه وموجات التهجير والنزوح التي أحدثتها عمليته العسكرية “الكرامة”.

وكان التودّد لمعسكر حفتر في سياق تقديم اقزيط نفسه كأحد الأسماء المطروحة التي يمكن أن تشغل عضوية المجلس الرئاسي إذا تم تقليصه إلى 3 أعضاء في حال نجحت اللقاءات التي حدثت بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة آنذاك، وفي سبيل ذلك قلّل “اقزيط” من أهمية المادة الثامنة في ملاحق الاتفاق السياسي، والتي كانت تعتبر الضامن لمدنية الدولة.

وبهجوم حفتر على طرابلس أصبح موقف “اقزيط” محرجا وسارع إلى التبرؤ من حفتر، ووصف بالمجرم الذي لا يمكن الحوار أو التفاهم معه.

وبعد مضي 7 أشهر على هذا الهجوم، واقتراب انعقاد مؤتمر برلين يسارع “اقزيط” إلى تغيير موقفه بإعلانه الحياد في هذه الحرب، راميا بالمسؤولية على عاتق الشعب الليبي الذي صارت نفسيته مشبعة بالكراهية والحقد، ويحاول “اقزيط” بهذا التحول أن يجد لنفسه موطئ قدم في أي عملية سياسية قادمة.

ويرى متابعون أن هذه التحولات والتقلبات في موقف “اقزيط” أفقدته مصداقيته وجعلته غير مؤثرٍ حتى داخل المجلس الأعلى للدولة بسبب انفضاض كتلته عنه بسبب سلوكه الذي صار واضحاً فيه سعيه للمكاسب الشخصية.