skip to Main Content

معسكر ميليشيات حفتر في الشرق مهدد بالانقسام

معسكر ميليشيات حفتر في الشرق مهدد بالانقسام

تتسارع الأحداث في المعسكر الذي يقوده حفتر، بسبب الانقسامات التي تتجلى في الأحداث الأخيرة التي أعقبت توقف المعارك في المنطقة الغربية إثر اندحار مليشياته على الأبواب الجنوبية للعاصمة طرابلس.

إذ انقسم معسكر الشرق إلى ثلاث تيارات رئيسية، مازال يجمعها تحالف هش قد ينهار في أي لحظة، وهذه التيارات هي:

1- معسكر عقيلة صالح: يحظى بدعم روسيا ومصر وبدرجة أقل من فرنسا، وباعتراف دولي كرئيس لمجلس نواب طبرق (رغم أن أغلب النواب تخلوا عنه)، بالإضافة إلى تأييد قبائل الشرق، وعلى رأسهم قبيلة العبيدات (أكبر قبيلة في الشرق) التي ينتمي إليها.

لكن نقطة ضعف عقيلة عدم امتلاكه لقوة عسكرية كبيرة على الأرض، وحتى المجموعات المسلحة التي تولت تأمينه في وقت سابق، جردها حفتر من الأسلحة الثقيلة أو همشها.

ومع ذلك، نجح عقيلة، بدعم دولي وقبلي، في إفشال مخطط حفتر لحكم البلاد عبر تفويض شعبي وهمي، والحصول على حصانة رئيس دولة تحميه من محاكمة دولية على جرائم الحرب التي ارتكبها في ليبيا.

2- معسكر القذافي: ويقوده سيف القذافي، نجل زعيم النظام السابق، والمختفي منذ العام 2015 بعد الإعلان عن إطلاق سراحه، وتحالف هذا المعسكر مع حفتر، في قتال الثوار السابقين.

وقوة هذا المعسكر، في استمرار ولاء عدة قبائل له، خاصة القذاذفة والورفلة والمقارحة، وامتلاك أنصاره لقوة مالية سمحت لهم بإنشاء منابر إعلامية، مثل قناة الجماهيرية، ووكالة الجماهيرية للأنبا،ء وموقع بوابة إفريقيا، ناهيك عن الدعم الروسي.

لكن ولاء الكتائب الأمنية لنظام القذافي مثل كتيبة خميس، واللواء32 معزز، وكتيبة امحمد المقريف، أصبح محل شك، بعدما أعاد حفتر تأطير عناصرها وتوزيعهم على مختلف الوحدات.

نقطة ضعف معسكر سيف القذافي، أنه متابع لدى محكمة الجنايات الدولية بارتكاب جرائم حرب، وعدم امتلاكه لقوة عسكرية موحدة، وافتقاده لدعم دولي باستثناء الروسي.

3- معسكر حفتر: مازال حفتر يحظى بدعم الإمارات، كما أنه لم يخسر تماما الدعم الروسي والمصري، ويسيطر على أغلب مليشيات الشرق وعلى رأسها اللواء 106، الأكثر تسليحا، الذي يقوده أحد أبنائه، وكذلك كتيبة طارق بن زياد.

لكن هزيمته في معركة طرابلس، وانهيار مليشياته في الغرب الليبي، وفشله في تنصيب نفسه رئيسا على شرق وجنوب البلاد، أضعف موقفه في الداخل والخارج.

والتوافق الذي حصل بين عقيلة والسراج، كشف عن رغبة دولية في إخراج حفتر من المشهد الليبي بعد أن أصبح حجر عثرة في طريق السلام.

وجاءت محاكمته في الولايات المتحدة الأمريكية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قضيتين رفعتهما عائلتين ليبيتين، لتعمق جراحه.

فحفتر ليس مهددا فقط بخسارة ممتلكاته في الولايات المتحدة، بل قد تفتح إدانته في الولايات المتحدة الباب أمام محاكمات أخرى، وقد تقبل محكمة الجنايات الدولية النظر في بعضها، مما سيجعله مطاردا قضائيا.

لذلك قد نشهد انهيار معسكر حفتر في أي لحظة وهروبه من ليبيا، تحت ضغط دولي وانقسام داخلي.