skip to Main Content

“معيتيق” بيدق إيطاليا التي ألقت به رغم رفضه لمذكرتي التفاهم مع تركيا

“معيتيق” بيدق إيطاليا التي ألقت به رغم رفضه لمذكرتي التفاهم مع تركيا

يعتبر كثير من المتابعين أن الحكومة الإيطالية كان تعتمد عضو المجلس الرئاسي أحمد معيتيق في تأمين مصالحها، وكان معيتيق نفسه يريد إيصال هذا الانطباع في الأوساط السياسية الليبية، فكان حريصاً على زيارة إيطاليا بشكل مستمر، إضافةً إلى أنه يحاول أن يظهر من خلال علاقاتها مع إيطاليا بأنه أيضاً على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً وأن روما كانت على تنسيق وثيق مع واشنطن فيما يخصّ الملف الليبي، وكان معيتيق يتفاخر بأنه صاحب الدور الأبرز في استقدام المستشفى الإيطالي إلى مصراتة، والذي صحبته قوة عسكرية لحمايته، فهل كان كلها هذا صحيحاً.

يمكن اعتبار أن أحمد معيتيق وقع ضحية سذاجة سياسية تمّ استغلاله من خلالها دون أن يشعر، فاستطاع وزير الداخلية السابق “ماتيو سالفيني” إقناع أحمد معيتيق بأنه رجل إيطاليا في ليبيا وأن الحكومة الإيطالية تريد بناء شراكة مميزة مع ليبيا من خلال تعاونها معه، خاصّة وأنه درس في إيطاليا ويتفهّم العقلية الإيطالية، وقد نجح في تحقيق ما يريد في ملف الهجرة من خلال معيتيق، الذي أصبح يعاني بعد خروج سالفيني من الحكومة، حيث لم يلتفت إليه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، بل اعتبر ودير خارجيته التركيز على ملف الهجرة مع ليبيا  فقط خطأً فادحاً كما جاء في تصريحاته لوكالة آكي الإيطالية الأسبوع الماضي، محملاً اللوم على وزير الداخلية السابق سالفيني.

وحاول معيتيق أن يوجد لنفسه أي دور سياسي بارز منذ بدء الحرب على طرابلس، غير أنه لم يستطع القيام بأي تحرّك ملفت، فانعدام الكاريزما لديه وفقدانه أي ظهير سياسي، وبروز شخص وزير الداخلية فتحي باشاغا كأحد أهم قيادات مصراتة أسقط ادّعاءه بتمثيل هذه المدينة، وهذا الأمر هو ما جعل حكومة كونتي تنفض يديها منه، وتركز جهودها على العمل مع السراج وباشاغا، وأصبح دور معيتيق أقل أهمية من دور وزير الخارجية محمد سيالة، حتى إن زيارته إلى الولايات المتحدة والتي تمت بدعوة خاصة من أخيه المقيم هناك ولقائه مع بعض أعضاء الكونغرس لم تلقَ أي صدىً، ولقاؤه الذي أجراه مع إحدى القنوات البريطانية والتوبيخ الذي وجّهه له المذيع المحاور كان مدعاةً للسخرية لدى كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ورغم رفضه لمذكرتي التفاهم مع تركيا والتي حاول الضغط على وزير الخارجية “سيالة” لتأخير تفعيلها إلا إنه لم يستطِع منع تفعيلها بسبب ضغط الرأي العام، وأكّدت مصادر داخل المجلس الرئاسي أن معيتيق هو أبرز الرافضين لقطع العلاقات مع الإمارات وذلك في اجتماع المجلس الرئاسي الطارئ الذي عقد لبحث هذا الأمر.

ويرى كثيرون أن معيتيق الذي حاول أن يشاكس السراج بالتحالف مع عضوي المجلس الرئاسي عبد السلام كجمان وفتحي المجبري أصبح على قناعة بعجزه السياسي وهو يحاول جاهداً استغلال الحرب على طرابلس في تنمية ثروته من خلال الاستحواذ على عقود وزارة الصحة والسيطرة على ملف الجرحى إضافة إلى زرع بعض الشخصيات المقربة منه في مجالس إدارة الشركات المملوكة للدولة.