skip to Main Content

من أبوسهمين الثائر إلى أبوسهمين المهادن.. كيف تغير خطاب نوري أبوسهمين؟

من أبوسهمين الثائر إلى أبوسهمين المهادن.. كيف تغير خطاب نوري أبوسهمين؟

عرف خطاب رئيس المؤتمر الوطني السابق ورئيس تيار يا بلادي الحالي نوري أبوسهمين بخطابه الثوري المتحمس، وتبنيه المواقف الصلبة فيما يتعلق بقضايا الحوار والحل السياسي، فالرجل خلال توليه لرئاسة المؤتمر الوطني العام وخاصة في سنتي 2014/ 2015 كان يجاهر بارتيابه وشكه في دور البعثة الأممية والبعثات الدبلوماسية الفاعلة في الملف الليبي، وخطابه عند استقباله للمبعوث الأممي الأسبق مارتن كوبلر والمسؤول عن الترتيبات الأمنية باولو سيرا يعتبر أبرز خطاباته التي تدل على النهج الثوري المتصلب الذي كان يتمسك به أبوسهمين.

تعنت أبوسهمين جعله يرفض الاعتراف بوجود متطرفين وإرهابيين في بنغازي ودرنه يتبعون داعش وتنظيم القاعدة، واعتبار كل المسلحين فيهما ثوارا حتى وصلوا مدينة سرت وأعلنوها إمارة تابعة لداعش، بل وصل به التصعيد الثوري إلى أن قال في أحد خطاباته (لا تخافوا على ثورة فبراير ما دام أبوسهمين حيا)، لينصب نفسه حارساً لثورة فبراير.

هذا الخطاب الذي رمى بأبوسهمبن خارج العملية السياسية، وجعله في حالة انعزال، يبدو أنه أصبح غير ملائم للمرحلة القادمة التي ينوي أبوسهمين خوضها، فالرجل أصبح يتبنى خطابا مهادنا للأطراف التي كان يعاديها صراحة، وفي خطابه الذي أعلن فيه تأسيس تياره الجديد يابلادي، نادى أنصار نظام القذافي بفتح صفحة جديدة والتشارك في بناء ليبيا، كما أنه لم يصرح في خطابه بذكر حفتر إلا تلميحا، وكانت وجهته الأولى إلى خارج ليبيا نحو موسكو الداعم الأبرز لحفتر.

فهل أدرك أبوسهمين أن خطابه الثوري أصبح غير فعال، أم أن مقتضيات السياسة استلزمت تغيير خطابه؟