skip to Main Content

من خلال سرت .. مصر تسعى لتقسيم ليبيا بعد فشل خطتها في السيطرة على طرابلس

من خلال سرت .. مصر تسعى لتقسيم ليبيا بعد فشل خطتها في السيطرة على طرابلس

تقدمت ميليشيات حفتر الاثنين، لفرض سيطرتها على مدينة سرت شرق العاصمة طرابلس في خطوة اعتبرها الكثيرون هرباً من المواجهات التي سيدخلها عناصر حفتر جنوب العاصمة خصوصاً بعد بدء وصول القوات التركية إلى ليبيا.

تقدم ميليشيات حفتر وفق مصادر مطلّعة يأتي تنفيذاً للخطة “ب” التي أعدتها مصر لدعم حفتر من خلال السيطرة على سرت وضمان حماية الحقول النفطية، وطرح مقترح تقسيم البلاد بعد تبيّن السيسي فشل حليفه حفتر في السيطرة على كامل البلاد.

إشارات قديمة

لم تخف مصر دعمها لانقلاب حفتر على الشرعية، فحاولت دائماً تصويره واستقباله على أنه قائداً للجيش الليبي رغم أنه لم يحصل على هذا اللقب بالتوافق أو بتعيين رسمي وإنما من خلال سيطرة كاملة على شرق البلاد بقوة السلاح.

الأطماع المصرية في الثروة الليبية ظهرت علناً عندما أعلن وزير الخارجية المصري “سامح شكري” تأييد بلاده لعملية “البرق الخاطف” التي أعلنها حفتر للإنقضاض على الهلال النفطي؛ ما يؤكد الأطماع الاقتصادية المصرية في ليبيا.

تأكيد الإشارات

في سبتمبر من العام الماضي خرج الرئيس المصري السيسي متحدثاً أمام مجلس الأمن عن ضرورة تقسيم الثروة الليبية بالتساوي بين كافة الأطراف وأيضاً التوزيع العادل لعائدات النفط، ما اعتبره الكثيرون حينذاك تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لليبيا.

مؤيدي حفتر في الداخل ولا سيما السياسيين لم يعارضوا كلام السيسي بل أعلنوا في أكثر من مناسبة عن استعدادهم إعطاء مصر النفط بالمجان والأموال دون عرقلة تصريحات مثل هذه أعلنها عضو مجلس النواب “زياد دغيم” ورئيس مجلس النواب “عقيلة صالح” ورئيس الحكومة الموازية “عبدالله الثني” تكشف عن حجم التدخل المصري في ليبيا وتحريكها للمشهد السياسي والعسكري في شرق البلاد.

تدخل تركيا وإجهاض حلم السيسي

وقعت حكومة الوفاق الوطني مع الجمهورية التركية مذكرتي تفاهم أمنية وعسكرية لحماية المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين ولا سيما حقوقهما في مياه البحر الأبيض المتوسط.

بعد التوقيع أعلن البرلمان التركي موافقته على تفويض الحكومة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق ودحر عدوان ميليشيات حفتر عن العاصمة، الأمر الذي دفع السيسي طلب جلسة طارئة للجامعة العربية لاستنكار التدخل التركي، إلا أن الرياح جاءت عكس ما يشتهي السيسي، وباتت تركيا متواجدة كحجر عثرة امام الحلم المصري أقرب من أي وقت مضى.

الخطة “ب” لإنقاذ الحلم

بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء إرسال القوات التركية إلى ليبيا على دفعات، شنت ميليشيات حفتر هجوماً مكثفاً على مدينة سرت.

كتيبة الـ “604” المدخلية سهلت دخول ميليشيات حفتر للمدينة بعد خيانتها لقوات البنيان المرصوص المتواجدة لحماية سرت، ما يجعل مهمة تأمين الحقول النفطية أسهل مما كانت عليه بعد ابتعاد الخطر عليها من قبل قوات البنيان المرصوص والجيش الليبي، ويصبح من السهل الأن الحديث عن تقسيم البلاد والحفاظ على أطماع مصر والإمارات وروسيا في ليبيا ولو في الجزء الشرقي فقط من البلاد والمتمثلة في الحقول النفطية.