skip to Main Content

نعمان بن عثمان.. بهلوان “شقلبة” الولاءات، والضجيج لمن يدفع أكثر

نعمان بن عثمان.. بهلوان “شقلبة” الولاءات، والضجيج لمن يدفع أكثر

يمثّل نعمان بن عثمان حالةً غريبةً في مشهد الإعلام الليبي، فهذا الشخص مرّ بتقلّبات في حياته تجعله مثار جدل وارتياب لدى كثيرين، قد يصل بالبعض أن يشكّك في السلامة النفسية والعقلية للرجل.

شهدت حياة نعمان بن عثمان تقلّبات وارتدادات كثيرة، تدلّ على أنه لا يملك منطلقات حقيقية ينطلق منها، فالرجل كان أوّل بروز له عند انضمامه للمجاهدين في أفغانستان وتلقيب نفسه بـ”أبي ثُمامة الليبي”، إلا أنه سرعان ما تغيّرت وجهته وانتقل إلى بريطانيا ليحصل على الجنسية، ويصبح رئيساً لمعهد كويليام للدراسات الأمنية المتعلّقة بالإرهاب، وعند إطلاق مشروع (ليبيا الغد) برز نعمان بن عثمان كأحد الداعمين لهذا المشروع والمنافحين عنه، وتمّ تسليم كثير من عناصر الجماعة الليبية المقاتلة لنظام القذافي عن طريق المخابرات البريطانية، وتأكّدت الشكوك بأن نعمان بن عثمان كان عميلاً للمخابرات البريطانية ولازال، ومركز كويليام ليس إلا واجهة، بعد ثورة فبراير دعم نعمان الثورة ثم انقلب عليها واعتبر القذافي شهيداً جاهد ضد الغزو الصليبي المتمثل في حلف النيتو وخرج في لقاءات على قناة ليبيا 24، ثم مالبث أن انضمّ إلى عملية الكرامة وأعلن ولاءه المطلق لحفتر واعتبره المنقذ لليبيا ووصف ثوار فبراير بالأوباش والإرهابيين والهمج الرعاع وخرج في لقاءات عديدة على شاشة العربية والقناة الحدث، وبانطلاق عملية بركان الغضب قفز نعمان بن عثمان إلى جانب هذه العملية، وأعلن ولاءه لها، وأصبح يكيل الشتائم والقذف لقائده السابق “حفتر” الذي أعلن أنه مستعد أن يتلقى الرصاص دفاعاً عنه.

هذا التقلّب في شخصية نعمان بن عثمان، يستطيع نجح في إخفائه بحالة الغضب الهستيرية والانفعال التي يتقن الظهور بها على الشاشة، كما أنه يتقن لعب دور المطّلع على خفايا الأمور وأنه عبارة عن كنز من المعلومات السريّة، وهو ما يجعل جمهور المشاهدين مشدودين إليه.

بتراجع العمليات العسكرية وانخفاض وتيرة القتال أصبحت الأجندة التي يخدمها نعمان بن عثمان تتضح شيئاً فشيئاً، ومحاولة دفاعه عن الفاسدين واستخدام التهديد لكل من يسعى في محاربتهم وكشف فسادهم جعل الشخصيات التي تقف وراءه وتدفع له معروفة وواضحة، وربما ستتوقف عن تمويل ظهوره حتى لا تفتضح بشكل كامل.