skip to Main Content

هل أخطأت دار الإفتاء في الفتوى الخاصة بمواجهة الكورونا؟

هل أخطأت دار الإفتاء في الفتوى الخاصة بمواجهة الكورونا؟

يعيش العالم أجمع هذه الأيام فترة عصيبة، بعد تفشي فايروس “كوفيد – 19” أو فيروس الكورونا، الذي حصد حتى هذه اللحظة الالآف من الأرواح البشرية في شتى بقاع الأرض بالإضافة للإصابات المتزايدة في العديد من دول العالم.

وفي الوقت الذي تحاول فيه ليبيا حماية نفسها من دخول هذا المرض وتفشيه، ودفع السلطات إلى اتخاذ عدد من القرارات الاحترازية لحماية الناس، كفرض حجر صحي لمدة 3 أسابيع في كافة البلاد وتحديد أوقات عمل المقاهي وباقي القطاعات وتقليض الموظفين ومنع التجمعات، خرجت دار الإفتاء بفتوى أثارت سخط الكثيرين في البلاد.

الإفتاء وصلاة الجمعة

فتوى دار الافتاء جاءت مخالفة للموقف الرسمي لحكومة الوفاق بشأن عدم وقف الصلاة في المساجد بما فيها الجمعة، في وقت كان من المفترض أن تتكاثف فيه الجهود وتنسجم لمواجهة وباء كورونا الذي انهارت جهود دول متقدمة في احتوائه والتقليل من تداعياته.

دار الإفتاء أصدرت فتوى فضفاضة جعلت تقدير الضرورة فيها لكل فرد بعينه، مع أن خطر هذا الوباء سيطال الجميع، لتتصادم فتوى الإفتاء بالتوجيهات الصادرة من الحكومة بضرورة إيقاف الجُمع والجماعات احترازا من تفشي هذا الوباء الذي لا تملك الإنسانية إلا اتخاذ كل التدابير الوقائية للحد منه.

قرار موفق ويعكس مرونة الدين

من جهته اعتبر الأكاديمي في العلوم الشرعية بمدينة مصراتة الشيخ عبدالحكيم أبو زيان، أن ما صدر من السلطات وممن يتبعونها في الإدارات والمؤسسات المختصّة حول هذا المرض، يعكسُ للناس جميعاً الميزةَ التي يُغفلُها الكثيرونَ بمرونة الشريعة وأنها وضعت ابتداء لسعادة العباد في الدارين، وهي حتما ليست شريعةً منفصمة عن القضايا الإنسانية.

وأبدى أبو زيان، أسفه من الخطابات اللاذعة والمملوءة بالشماتة في الإنسانية التي تصارع الوباء وتهلك على يديه بالآلاف، مؤكداً أن هذه الدول لها أفضال عديدة كونها دول منتجة وتساهم في استمرار الحياة من خلال توفير حاجيات الكثير من الشعوب، مشدداً في الوقت على ذاته على ضرورة استغلال الفرصة الحالية لمراجعة تفاصيل عرض الدين الإسلامي السمح للآخرين.

ما رأي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟

على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي كتب “عضو لجنة الفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” ونيس المبروك، أن كبرى المؤسسات العلمية في العالم الإسلامي أفتت بجواز ترك الجمعة والجماعات بسبب فيروس الكورونا، وعلى رأسها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والأزهر الشريف، والمجلس العلمي الأعلى في المملكة المغربية ، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ووزارة شؤون الديانات في تركيا، وغيرها من الهيئات.

وأوصى المبروك، بالإلتزام التام بتوجيهات الدولة في كل تدابير مكافحة الفيروس، موضحاً أنه إذا طالت المدة، يمكن الأخذ بـ “المذهب الحنفي” الذي لا يشترط لصلاة الجمعة إلا ثلاثة رجال سوى الإمام، أو تخصيص ركن ومحراب لصلاة الجماعة في البيت.

أوقفوا الجمع والجماعات

بدورها كلية الدراسات الإسلامة بمدينة مصراتة، أصدرت بياناً فيما يخص اتخاذ الإجراءات الوقائية للتصدي لفايروس الكورونا.

الكلية وفي بيان رسمي، دعت المواطنين إلى ترك الجمع والجماعات، فيما يخص صلاة الجمعة وغيرها من الصلوات التي تشهد أعداد كبيرة داخل المساجد.

وبعد أن أجمع العالم كله واتفق على تصريح منظمة الصحة العالمية التي صنفت “الكورونا” على أنه وباء عالمي، يبقى السؤال مطروحاً؛ هل اجتهاد دار الإفتاء المخالف للحكومة أربك الجهود وشتتها وأدخل الناس في جدال هم في غنى عنه في هذا الظرف الحساس؟